ملامح الوطن العربي :
حدود الوطن العربي :
الحدود الخارجية للوطن العربي تظهر واضحة احيانا كما هو الحال في البحر المتوسط شمالا وشرقا ، وكما هو الحال في البحر والخليج العربيين ، ولكن في حدوده البرية كثيرا ما لا ينفق الخط السياسي مع الاوضاع الاثنولوجية ، ذلك أن الحدود السياسية في الوطن العربي سواء الخارجية منها ما تفصله عن المقومات الاخرى أو سواء الداخلية بين اقطاره بعضها البعض والبعض الآخر هي صناعة اوربية أكثر منها صناعة محلية ، ومن ثم جاء تخطيطها لخدمة اغراض خارجية اكثر من مراعاة المصالح المحلية أو بمعنى آخر هي حدود مفروضة من الخارج وليست نابعة من الداخل فيسير خط الحدود السورية التركية مع خط سكك حييد حلب ، بل ويسير جنوبا هذا الخط بحيث يصبح معظم هذا الخط داخل الاراضي التركية أما الحدود الشرقية فهي تتفق في الركن الشمالي مع سفوح جبال زاجروي فاصلة بين القومية العربية وبين القومية الايرانية في مشارف لواء العمارة
أهمية الوطن العربي :
يمتد الوطن العربي بين درجتي عرض 2 جنوبي ، 37 شمالا أي نحو 39 درجة عرضية فإذا استثنينا جنوب السودان والصومال كان معنى هذا أن الوطن العربي يقع مكان وسط بين المنطقة المدارية بالمعني الدقيق ، كذلك يقع الوطن العربي في منطقة التقاء العالم القديم ، وتلقى عنده وخلاله البحار الدافئة بالبحار المعتلة وما ورائها من باردة ومن ثم فهو وسط أيضا بين البحار ، فهناك المحيط الهندي الذي يمتد بذراعه البحر الاحمر والخليج العربي ، هذان الذرعان يمتدان إلى الشمال ، ولكنهما لا يتصلان بالبحر المتوسط ، وعلى هذا الأساس اضطرت المواصلات العالمية إلى عبور هذا الوطن واضطر العابرون إلى تغيير وسيلة الانتقال .
وكان من الطبيعي أن تصبح هذه المنطقة ممرا للشرق والغرب واقليم اتصال بين هذه المناطق المتباينة بل إن تجار العرب وملاحيهم انتشروا إلى جهات بعيدة عن هذا الوطن فهم أول من كون علاقات مباشرة مع الصين من سكان غرب آسيا .
وقد انتقلت بعض المظاهر الحضارية الأفريقية إلى شبه جزيرة العرب فأكواخ كالجبال وتتجه رسا حتى تقابل شط العرب وشط منطقة المستنقعات ينما تتجه السلسلة الجبلية نحو الجنوب الشرقي لتصل إلى رأس الخليج العربي .
ومن العوامل أيضا أن الصحاري العربية عرفت الإبل منذ القدم والجمل فيها أصيل بل هو الحيوان المثالي لحمل السلع والمتاجر من ثم كان حداه الإبل بطبيعتهم رجال تجارة خاصة وأن هذه التجار لا تكلفهم شيئا وكان من الطبيعي أن يستعين المنتجون بهؤلاء البدو لانهم اعرف الناس بمسالك الصحراء ودروبها .
ومنها أيضا أن بحرا قديما يمتد في الوطن العربي وهو البحر المتوسط كان مهدا لكثير من الحضارات وكان بحرا مثاليا للملاحة البحرية فالبحر المتوسط بحيرة هادئة تهب عليها نسائم التجاريات بانتظام عجيب اذا استثنينا فصل الشتاء حين تمر الأعاصير فيضطرب ريحه ويعلو موجه وحتى هذا الفصل يمكن للملاح أن يلجأ لجزره العديدة المتناثرة خاصة في جزئه الشرقي .
وقد لعب الساحل الفينيقي خاصة الشمالي بموانيه الطبيعية وتقاليده البحرية دورا كبيرا في الاتصالات بين الجناح الآسيوي للعالم العربي وعالم البحر المتوسط فحتى أيام الملك سليمان كانت التجارة البحرية لفلسطين تمر عن طريق المواني الفينيقية واستمر هذا الساحل هو بوابة التوغل الحضاري والتجاري إلى الشرق .
المناخ
أولاً : الصفات العامة للمناخ :
1_ ارتفاع درجات الحرارة خلال عدة أشهر من السنة .
2_ ازدياد المدى الحراري في المناطق الداخلية .
3_ سيطرة الجفاف وقلة الأمطار مما أدى إلى انتشار الصحاري .
4_وجود فصلين واضحين هما الصيف والشتاء .
ثانياً : العوامل المؤثرة في المناخ :
1_ الموقع بالنسبة إلى درجات العرض : يقع الوطن العربي في نطاق المنطقتين الحارة والمعتدلة الحارة .
2_ضعف المؤشرات البحرية : تغلب على الوطن العربي التأثيرات القارية وضعف المؤثرات البحرية بسبب ضيق المساحات المائية التي تخترقه كالبحر الأحمر أو الخليج العربي .
3_التضاريس : إن اتجاه التضاريس الموازي للساحل يعزل المناطق الداخلية عن تأثير البحار عن الفتحات الجبلية .
ثالثاً: عناصر المناخ :
الحرارة :
أ_ صيفاً : ترتفع درجات الحرارة وخاصة في الأجزاء الوسطى من الوطن العربي بسبب انتشار الصحراء . وتعتدل الحرارة شمالاً على البحر المتوسط .
ب_شتاءً : الجهات الجنوبية حارة بسبب قربها من خط الاستواء . وتنخفض الحرارة باتجاه الشمال عدا مناطق البحر المتوسط .
الرياح :
أ_الرياح الصيفية :1_ رياح شمالية شرقية جافة تهب على المناطق الشمالية من الوطن العربي .
2_رياح جنوبية غربية قادمة من المحيطين الأطلنطي (الأطلسي) والهندي . وهي رياح موسمية تسقط الأمطار .
ب_ الرياح الشتوية :
1_ رياح غربية رطبة تهب على شمال الوطن العربي وتسقط الأمطار .
2_ رياح تجارية شمالية شرقية جافة باردة تسبب سقوط الثلوج .
ج_الرياح في الربيع والخريف :وتهب من الصحراء محملة بالرمال فتسبب ضعف الرؤية وارتفاع الحرارة وضرراً بالمزروعات . وهذه الرياح هي :
السموم في الشام _ الخماسين في مصر _ الهبوب في السودان _ القبلي في ليبيا _ الشرقي في المغرب .
الأمطار :
أ _ المنطقة الشمالية الغربية من البحر تسقط عليها الأمطار شتاءً بسبب هبوب الرياح الغربية الرطبة . وأكثر المناطق مطرا في الشمال هي المشرفة على البحر والمرتفعات الجبلية , ثم تتناقص الأمطار كلما اتجهنا إلى الداخل .
ب _ المنطقة الجنوبية ( جنوب السودان واليمن ) وتسقط فيها الأمطار صيفاً .
ج _ المنطقة النادرة الأمطار وتضم الصحاري في الجزيرة العربية والصحراء الكبرى وينزل المطر على أطرافها .
صفات الامطار في الوطن العربي :
* عاصفية تسقط بغزارة ثم تنقطع
* مضطربة الكمية من عام لآخر .
* تهطل بغزارة في فترة قصيرة من السنة .
* الأمطار غير كافية في مناطق ونادرة في مناطق أخرى .
* تختلف بين الساحل و الداخل .
رابعاً : الأقاليم المناخية في الوطن العربي :
أ_ الأقليم المتوسطي :مناطق البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي ( الأطلسي ) . يتصف بارتفاع الحرارة صيفاً واعتدالها شتاءً وأمطاره شتوية غزيرة . ويتحول الأقليم باتجاه الداخل إلى مناخ شبه صحراوي قليل الأمطار لابتعاده عن البحر .
ب_ الإقليم الصحراوي : حار جداً صيفاً وبارد شتاءً والفروق الحرارية كبيرة .
ج_ الإقليم المداري : حرارته مرتفعة ولكن مناخه رطب وغطاؤه النباتي كثيف وأمطاره صيفية ويتألف من الأقليم المداري , وشبه المداري والإستوائي وشبه الإستوائي .