على مساحة 26 قدماً، يستلقي رجل عملاق على سرير، محاطاً بدفتر يوميات وعبوات كحول فارغة، أعقاب سجائر وغيرها من مخلفات ليلة طويلة ووحيدة، في ما يشبه انهياراً عصبياً صبيحة يوم أحد كئيب. إنّه عمل من الورق المضغوط للفنان النيويوركي ويل ريمان يحمل عنوان «السرير» ويستمر عرضه حتى 6 أيار (مايو) المقبل في «غاليري تشارلز ساتشي» وسط لندن. يؤكد ريمان لـ«الأخيار» أنّ فكرة هذا العمل استوحاها من صورة سرير والديه عندما كان طفلاً. وقد كان هذا السرير أكبر بكثير من سريره في تلك المرحلة، وهو يمثّل محاولة استكشاف لنظرة الفرد إلى مكانته في العالم وعلاقته بما يحيط به. يشتهر ريمان (39 سنة)، وهو مؤلف مسرحي تحوّل إلى الفن الـ «مينيمالي» minimalism، بعمله على الورق المضغوط، فيخلق وجوهاً كوميدية هي عادة أكبر من الحجم الطبيعي للإنسان. وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها معرضاً في لندن.
يُذكر أنه سبق لصالة ساتشي أن عرضت عملاً حمل اسم «سريري» للفنانة ترايسي إيمين، جعل الشابة تحجز مكاناً لها على لائحة «جائزة ترنر» للفن المعاصر، وهي جائزة تعود إلى عام 1984. يؤكد ريمان أنّ «فكرة هذه التحفة الفنية جاءت على مراحل. رؤية الأشياء من خلال الحجم والكم. أردت بدايةً أن أقدّم شيئاً يعكس العالم من وجهة نظر الصغار. وجهة نظر بريئة حيث النسب غير مثالية. اخترت السرير لأنّه الأكثر تعبيراً عن هذه الفكرة».
ويلفت الفنان إلى أنّ «السرير» قدّمه سابقاً في «غاليري مارلبورو» في نيويورك للمرة الأولى عام 2007. و«السرير» مصنوع من الصلب والخشب، والصمغ والورق المضغوط، والدهان والألمنيوم، والكرتون والبلاستيك، على حد تعبير ريمان، الذي أشار إلى أنّ العمل «استغرقني 5 شهور لإتمامه».
حالياً، ينكبّ ريمان على عمل آخر، هو عبارة عن وردة عملاقة، مع قمامة عملاقة حولها، يعد لعرضها في «مارلبورو» في نيويورك في أيلول (سبتمبر) المقبل. وسيقدم هذه الوردة والنفايات كما قد تراها عين طائر من أعلى... والهدف من ذلك اتّخاذ موقف بيئي.
ويل الذي لم يُقم أي معرض في العالم العربي، عبّر عن أمله بأنّ يقدم معرضاً في الشرق الأوسط، لافتاً إلى صعوبة بيع أعمال كبيرة الحجم. لكنّ صعوبة البيع لا تعني كساد المُنتَج. يقول: «إنه أمر صعب، لكنّها تباع. القطع الكبيرة تحتاج إلى مساحات واسعة، فيما الأعمال الصغيرة هي أكثر رواجاً لسهولة نقلها وعرضها».
ويختم قائلاً: «أقدم هذه الأعمال من وجهة نظري ونظر أي متفرج. هي عبارة عن حوار مع العالم، أعكس من خلالها ما يدور في رأسي، على أمل أن تكون لها أصداء، وتحقّق التواصل مع العالم».