حذر ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي من الوضع المقلق لأسماك الهامور في المنطقة وأن 20 نوعاً من الهامور معرضة حالياً لخطر الانقراض واصفا وضعه بأنه يدعو للقلق وذكر أن مؤشرات الوفرة تشير إلى أن بداية انخفاض المخزون تعود إلى عام 2002 بنسبة تقترب من 90% في جنوب الخليج العربي وبما يزيد على 95% في خليج عمان وذلك بالمقارنة مع مستويات عام 1978.
وقال إن الهامور لا يزال اليوم من الأغذية السمكية المفضلة والنوع الأكثر أهمية في العديد من مصايد أسماك القاع في المنطقة إلا أن الوضع الخاص بهذه الأسماك ينذر بالخطر .
مشيرا إلى التقييم الدولي الشامل الذي أجرته المجموعة المتخصصة في أنواع الهامور وأسماك الرأس التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة في عام 2007 يشير إلى أن عدداً لا بأس به من هذه الأسماك ترزخ تحت خطر الانقراض.
جاء ذلك خلال افتتاح الندوة الإقليمية حول بيولوجية وتقييم وإدارة مجموعة أسماك الهامور التي تنظمها الهيئة لإلقاء الضوء على وضع أسماك الهامور والتعرف على المعلومات المتوفرة حول هذه المجموعة وآخر التطورات في مجال البحوث وإدارة هذه الأنواع في المنطقة.
وأشار المنصوري إلى أن المصايد السمكية في دولة الإمارات تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية والتراث الوطني وبينما يقوم اقتصادنا الحالي على النفط والغاز الطبيعي فقد كنا في الماضي نعتمد ـ إلى حدٍ كبيرٍ - على خيرات البحر كمصدرٍ للدخل والعمل والغذاء وتشير الدراسات الأثرية إلى أن الهامور كان مكوناً مهماً في الغذاء اليومي لأسلافنا منذ 7500 سنة.
وأضاف انه وانطلاقاً من الضرورة الملحة لتنسيق جهود إدارة وتقييم الموارد المشتركة، فقد قامت الهيئة بتنظيم هذا الاجتماع بهدف تبادل المعارف والخبرات والمعلومات ورفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على أسماك الهامور وإدارة المصايد الخاصة بها وتعزيز التعاون بين دول المنطقة في هذا المجال.
ثابت زهران آل عبد السلام مدير إدارة التنوع البيولوجي البحري بالهيئة، تحدث في كلمته عن أهمية الموارد البحرية ومصايد الأسماك التي تحتل مكانة مهمة في حياة شعوب المنطقة وذكر أنه وبصرف النظر عن أهميتها في دعم الحياة التقليدية لعدة أجيال، فإن هذه الموارد هي مصدر للدخل، والغذاء، والترفيه لقطاع كبير من المواطنين والمقيمين في هذه المنطقة.
وأضاف (أن هذه المصايد هي الآن تحت الحصار بسبب التوسعات وزيادة أسطول سفن الصيد والتي أدت إلى الاستغلال المفرط لجزء كبير من مواردنا السمكية.
وعلاوة على ذلك، فإن طرق الحياة الحديثة وتزايد البرامج السياحية زاد أيضا من استخدام مصايد الأسماك والموارد البحرية كما تتعرض الموائل البحرية والساحلية بصورة متزايدة لضغوط هائلة نتيجة للمشاريع التنموية والصناعية في المنطقة مما يؤدي إلى تدهور وفقدان الموائل والتغيرات في البيئات البحرية وتقليل التنوع البيولوجي.
وأضاف أن من بين الأنواع التي تتعرض للخطر وتعتبر مثالا للضغوط التي يعاني منها الجزء الأكبر من الموارد السمكية في المنطقة هي أسماك الهامور.
وقال ثابت آل عبد السلام إن هذا الوضع يدعو إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة التغيرات في وضع مخزون اسماك الهامور فضلا عن حالة الموارد البحرية الأخرى.
وأوضح أنه لمعالجة هذه القضايا، سيتم خلال الاجتماع مناقشة واستعراض الوضع الحالي للموارد الرئيسية لأسماك الهامور في المنطقة والتعرف على تأثير هذا الوضع على المجتمعات الأوسع نطاقا للأسماك ومصايدها في المنطقة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية إنشاء نظام متكامل للرصد والتقييم والإدارة ليس فقط للمحافظة على اسماك الهامور، ولكن أيضا لبناء مصايد مستدامة للأسماك والمحافظة على التنوع البيولوجي البحري في المنطقة للأجيال القادمة.
وتحدث في اليوم الأول من الندوة عدد من المتخصصين، حيث قدمت ايفون ساداوفي، من شعبة علوم البيئة والتنوع البيولوجي، وكلية العلوم البيولوجية بجامعة هونغ كونغ ورقة عن أهمية أسماك الهامور وأسماك الشعاب المرجانية. وتحدثت د. جنيفر ماكالواين، عن الأنماط والعمليات التي تؤثر في وفرة وتوزيع أسماك الهامور في سلطنة عمان.
وتحدث باولو أوسجليو من إدارة البيئة بشركة نخيل بدبي عن مشروع الحاجز المرجاني الاصطناعي الذي تنفذه شركة نخيل وتأثيره على زيادة أعداد الهامور.
وقال إن الخط الساحلي لإمارة دبي شهد خلال العقد الماضي تح
ولا كبيرا، من خلال إنشاء العديد من الجزر الاصطناعية وأشار إلى أن هذا التوسع أدى إلى زيادة مساحة الشريط الساحلي من 50 كم في عام 1990 إلى 1600 كم في عام 2008.
ونوه أنه وبالرغم من عدم معرفة العديد من الناس عن كيفية تأثر النظام البيئي البحري بهذه التطورات التي يصنعها الإنسان، إلا أن الزيادة في الحواجز الصخرية الساحلية التي يتضمنها المشروع سيكون لها آثار كبيرة على البيئة البحرية والمجتمعات البحرية المحلية.