التربويون فى مصر : المناهج التعليمية تسىء للثقافة وتشيع الجهل
عَبر عدد من التربويين عن انزعاجهم الشديد من نتائج الاستطلاع الذى أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أكد أن 88% من الأسر المصرية لا يقوم أى من أفرادها بقراءة أى نوع من أنواع الكتب بخلاف الكتب المدرسية التى بدورها لا تقدم ثقافة.
أكد الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ التاريخ، الذى أعد دراسة عن تدريس التاريخ فى المدارس أن هذه النتائج صادمة فاكتشف أن مناهج الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى تخلو تماما من التاريخ، بينما تكمن المهزلة فى الصف الرابع الابتدائى الذى يدرس فيه الطلاب الشخصية التاريخية التى تنتمى إلى محافظته، فتجد مثلا سيدنا إبراهيم عليه السلام ينتمى إلى شمال سيناء، وينتمى موسى إلى جنوب سيناء وهكذا.. ووصف "قاسم" القائمين على إعداد تلك المناهج بمقاولى تأليف المناهج، وأشار أيضا إلى عدم تخصص أى منهم بالتاريخ، فالمناهج التعليمية تخلو من أى ثقافة بل وتقدم معلومات مغلوطة وخاطئة.
اتفقت معه الدكتورة "زينب حسن" أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس التى أكدت أن الكتب المدرسية مجرد كتب علمية وأكاديمية لا تقدم ثقافة بالمعنى المعروف للكلمة، فالطالب يفاجأ بكم هائل من المعلومات والحشو الزائد مما يحبط الطلاب ويجعلهم غير قادرين على قراءة أى شىء خارج المقرر، وأشارت "حسن" إلى أن الكتب الدراسية ولو وجد فيها بعض الثقافة فإن الطلاب ينسون تلك المعلومات بمجرد انتهائهم من الامتحان، وأرجعت سبب ابتعاد الأسر المصرية عن القراءة إلى ارتفاع أسعار الكتب والظروف الاقتصادية السيئة، وأشادت فى الوقت نفسه بالدور الذى لعبته مكتبة الأسرة التى قدمت الكتب المترجمة والتراثية بأسعار زهيدة.
فيما وصف الدكتور "محمود متولى" عميد كلية التربية جامعة قناة السويس سابقا المناهج التعليمية بالعقيمة التى تمتلئ بالأفكار التقليدية فهى لا تريد أن تخرج المجتمع من هذا النفق المظلم، وأشار إلى أن مسئولى وزارة التربية والتعليم يعتبرون القراءة خارج المنهج نوع من أنواع الترف وإضاعة للوقت كما أنهم ينظرون إلى الكتابة الأدبية والعلوم الاجتماعية على أنها ليست من مقومات التقدم، واختتم أن نسبة ال12% من الذين يقرءون ستتدهور إذا ما لم نضع أيدينا على حل للمشكلة.
المصدر : اليوم السابع