النيوزويك: عهد الإرهاب قد ذهب والجديد هو " الصين "
في مقاله الأخير خلص رئيس تحرير مجلة نيوزويك فريد زكريا بالمجلة الأسبوعية الأميركية إلى أن زمن ما يسمى بالإرهاب قد ولّى، وأصبح صعود نجم الصين هو التحدي القادم لأغلب الدول حسب زعم المقال.
وقال زكريا إن الإرهاب بدأ على مدى السنوات الماضية في الانحسار,وذلك يرجع إلى تعاون أغلب الحكومات في مختلف أرجاء العالم في ملاحقة الجماعات الإرهابية و تتبع تحويلاتهم المالية والتدقيق أكثر على تحركاتهم والتأشيرات التي يحصلون عليها.
ومن الأسباب التي ساهمت في انحسار الإرهاب –حسب زكريا- أن المهمة الأساسية للقاعدة وهي الجهاد ضد الولايات المتحدة عبر شن هجمات واسعة النطاق على الرموز الأميركية قد تبدلت بسبب الصعوبة في المضي بهذا المسلك في ظل البيئة الجديدة للعالم.
وعليه اكتفت الجماعات الإرهابية بانتقاء أهداف صغيرة ومحلية، وهي غالبا ما تكون أماكن لا تحظى بالحماية مثل المقاهي والمحطات والأماكن العامة، ومثل هذه الهجمات تودي بحياة الكثيرين من السكان المحليين الذين بدورهم ازداد كرههم لتلك التنظيمات.
وبالتالي -يتابع صاحب المقال- تكون هذه المنظمة قد فقدت الدعم الشعبي، مما يجعل الإرهاب ظرفا حاليا في العالم وليس قصة الغد المهيمنة.
أما القصة الحقيقية لهذا العقد فهو صعود الصين كدولة من العالم الثالث لتصبح ثاني أهم اقتصاد على هذا الكوكب.
فقد حققت الصين نموا سنويا بنسبة 10% خلال العقد الأخير، وهذا ما رفع نمو الناتج الإجمالي ليصل إلى 4.8 تريليون دولار، ما يجعل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العام المقبل.
وحققت الصين خلال جيل واحد ما حققته أوروبا خلال مائة عام، واللافت في هذا التحول أنه جرى في ظل غياب العنف على نطاق واسع خلافا لما شهدته أماكن أخرى من العالم.
كما أن الصين لم تنج من الأزمة المالية وحسب، بل خرجت منها منتعشة، وسينمو الاقتصاد الصيني بمعدل 8.5% هذا العام، وقفزت الصادرات إلى معدلات مطلع العام المنصرم، وسجلت الاحتياطات الأجنبية أعلى مستوياتها لتصل إلى 2.3 ترليون دولار.
وعزا زكريا الانتعاش الصيني إلى حكمة السياسات الحكومية التي تبنت سياسات تعطي دفعة للنمو، فخفضت معدلات الفائدة وزادت من الإنفاق الحكومي، وخففت القيود على الإقراض وشجعت المستهلكين على الشروع في الإنفاق.
واختتم بأن الصين هي الفائزة في الأزمة الاقتصادية العالمية، ولا سيما أن البلد الذي يتمكن من تنظيم نفسه خلال سنوات الرخاء، يمتلك قدرة أكبر على التعاطي مع السنوات العجاف.